الجمعة، 21 مايو 2010

الاتحاد الأوروبي يتسوّل

البيان الإماراتية  

بقلم :مارتن وولف

أنا دائماً أؤيد عدم حل الاتحاد الأوروبي، ليس لأن الاتحاد النقدي فكرة حكيمة، لكن الالتزام بنجاحه يبدو امراً اساسياً للدول الرئيسة في اوروبا. فهل مازال هذا الالتزام قائماً؟ لا أدري..

إذاً ما العيب؟ وماذا يحدث الآن؟ وماذا يعني لمنطقة اليورو والعالم؟ رداً على السؤال الأول فإن الفكر الأوروبي يعتقد أن اصل الازمة مالي. أولاً، لا يستطيع الاتحاد النقدي الاوروبي أن يعمل دون تكامل مالي، وثانياً الاتحاد عجز عن توفير الحوافز اللازمة للالتزام المالي، وفق ما يقوله ماركو أنونزياتا رئيس شركة «يونيكريديت».

القواعد المالية أخفقت في تشخيص المخاطر وليس هذا مفاجئاً. فقد طاردت لعنة فقاعة اسعار الأصول والمبالغات والتجاوزات المالية ذات العلاقة الاقتصادين الأيرلندي والإسباني. وادى انفجار الفقاعات الى الانهيار ثم سقوط الرفات المالي من بعدها. العيب في الفقاعات. هراء.

هناك كثير من الدول لديها فقاعات في اسعار الأصول، لكن ألمانيا وهولندا وفرتا فوائض في الحسابات الجارية. وشجع الاتحاد على تدفق رأس المال الى الدول الصاعدة بشروط تفضيلية. وعندما تعطل الإنفاق العام انفجر العجز المالي. أين نقف الآن؟

كان رد فعل قادة الاتحاد الأوروبي متوقعاً. إلقاء اللوم على المضاربين وإمداد الدول المدينة بالمساعدة، واستبعاد اعادة الهيكلة المالية، والإصرار على تشديد اللوائح المالية في البلاد التي تعاني عجزاً كبيراً.

ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ تعيد اليونان هيكلة ديونها عند نقطة معينة. وكما قال جون ديزارد ليس هذا هو أسوأ ما في الأمر. مجرد ان تقع الدولة في براثن صكوك الديون تفقد سمعتها.

ماذا يعني كل هذا؟ أولاً يحتمل إعادة هيكلة الديون، على الأقل بالنسبة لليونان. لكن إعادة الهيكلة تلك لا يمكن أن تحل مشكلة الافتقار الى القدرة التنافسية.

ثانياً، لابد من تحسين الملاءة في النظام المالي الأوروبي، وأن يكون قادراً على أن يحتمل اعادة هيكلة الديون العامة والخاصة.

ثالثاً لا يلاحظ أحد عدم استقرار القطاع الخاص الذي كان قوة تهز الاستقرار، ومن الحتمي أن يكون كذلك في ظل «سياسة واحدة تناسب الجميع» من اعضاء الاتحاد.

رابعاً، في الوقت الذي تعاني فيه الدول المحيطية، لابد للمركز أن يحافظ عليها. ينطبق ذلك على اميركا، لكن الاتحاد الأوروبي ليس لديه ميزانية اتحادية مثلها.

خامساً، سوف يظل التوتر قائماً بين ألمانيا وفرنسا بسبب الاختلاف على السياسات المالية.

وأخيراً، يتجه الاتحاد الأوروبي الى تشديد السياسات المالية والتهاون في السياسة النقدية، والأميركيون سوف يرون هذا على أن الاتحاد الأوربي «يتسوّل».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق